لا يمكن النظر لمشكلة تأخر سن الزواج من منظور واحد، أو أن تفسر على أساس سبب واحد، وإنما تعدد الأسباب وترابطها وتشابكها هو ما يزيد المشكلة تعقيدًا ويمكن إجمالها في أسباب اجتماعية، أسباب نفسية، أسباب اقتصادية وأسباب تربوية.
الأسباب الاجتماعية
وتتمثل في غياب المفهوم الصحيح للزواج كسكن ومودة ورحمة قبل أن يكون شكليات ومظاهر.
غياب دور الأسرة في توعية أبنائها وتربيتهم على تحمل المسؤولية، وتفهم معنى الزواج وإعداد أبنائها وبناتها للقيام بهذا الدور.
وغياب دور المؤسسات الاجتماعية والهيئات غير الحكومية في محاولة إيجاد حلول عملية واقعية تتناسب مع كل بيئة ومجتمع في مجتمعاتنا.
الاستسلام والانسياق وراء ما يبثه الإعلام من مفاهيم مغلوطة عن الأسرة والزواج ومتطلباته.
الأسباب الاقتصادية
واقعي وحقيقي وتتمثل في الارتفاع الفعلي في تكاليف الزواج خاصة مع ازدياد معدلات البطالة، وعدم وجود فرص عمل حقيقية أمام الشباب، وانخفاض مستوى الدخل خاصة.
وسبب اقتصادي أخر صنعناه بأنفسنا وهو استعدادات الزواج، حيث غابت فكرة الأسرة التي تبدأ بحياة بسيطة ثم تنمو تدريجيًا، وتستكمل كل ما ينقص من أساسيات وكماليات مع النمو الطبيعي لدخل الأسرة.
الأسباب التربوية
عدم التوعية الكافية في المدارس تجعل الشباب يتفاجأون عندما يجدون أنفسهم في مواجهة الحياة، وقد خلت بعض مناهج الحياة مما يساعد الشاب على أن يكون رب أسرة، ويتعلم معنى المسؤولية ومعنى الرجولة، حتى معنى السعي وكسب الرزق غاب عن شبابنا.
الأسباب النفسية
نتيجة لتفاعل كل الأسباب السابقة فالشباب يجد نفسه منهزم من داخله أمام العقبات، ويهرب من المواجهة ويخاف من المستقبل، وكأن كل ما مر بهم من يأس وانهزام ينتقل إلى داخلهم